المدينة المنورة الرياضية- أحُد والأنصار.. قصة حزن وانهيار

المؤلف: سامي المغامسي10.13.2025
المدينة المنورة الرياضية- أحُد والأنصار.. قصة حزن وانهيار

ما الذي ألمَّ بأندية المدينة المنورة؟ سؤال يتردد صداه في أرجاء طيبة الطيبة، فالوضع الحالي يدعو إلى الأسى، فالهزائم تتوالى في كرة القدم والسلة، والديون تتراكم كجبال، وخطر الهبوط يهدد كيانات عريقة، إضافة إلى رحيل نخبة اللاعبين، ومنع نادي أُحد من تسجيل لاعبين أجانب... مشهد بالغ الحزن يعيشه ناديا أُحد والأنصار، وكأن لسان حالهما ينطق بـ "لستُ بخير"، ويخشى المرء أن يصلا إلى مرحلة يستعصي فيها البناء والترميم، بعد أن تفرغت الأندية من كنوزها ومواهبها الكروية.

جماهير المدينة المنورة المكلومة تتساءل بمرارة: من قاد أنديتنا إلى هذا المنعطف الخطير؟ نتائج مُخيبة لم تكن تخطر ببال، ونزيف حاد في النقاط، ولا حديث يعلو على حديث الوضع الراهن والخيبات المتتالية في جميع منصات التواصل الاجتماعي.

سأستهل حديثي بنادي أُحد، الذي لم تبادر إدارته حتى اللحظة بإصدار أي بيان رسمي أو تصريح صحفي من رئيس النادي محمد عبدالهادي الجهني، لتفسير الأسباب التي أدت بفريق كرة القدم إلى هذا التراجع المريع في ذيل قائمة الدوري، وتجميد تسجيل اللاعبين المحترفين. لماذا لا يتحدث بوضوح عن بيع المواهب والنجوم في مختلف الفئات؟ لماذا لا يسلط الضوء على الدور المحوري للنجم الكبير المدير التنفيذي حسين عبدالغني في الفريق، وما هي المهام المنوطة به؟ وهل يعقل أن نجماً لامعاً بحجمه يعجز عن إنقاذ الفريق من براثن الهبوط المحتمل إلى دوري الدرجة الثانية؟ لماذا الصمت يا سيادة الرئيس!؟ أفصح لنا عن قصة فارس طيبة الذي خبا وهجه وبريقه. اروِ لنا حكاية كرة السلة! ولماذا انهارت سلة الحقيقة؟ التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، بعد أن كان فريقها مثالاً للعزيمة والإصرار، وبطلاً متوجاً. أين اختفت نجوم اللعبة؟ وما هو مصير بقية اللاعبين؟ أين ذهب الأسطورة محسن خلف، قمة من قمم كرة السلة؟ وأين سوبرمان كرة السلة النجم وليد المدني؟ كشف لنا ملابسات هذا الانهيار المدوي!؟

وسأعرج بالحديث إلى نادي الأنصار، الذي يئن بدوره ليقول لجاره الأُحدي: أنا أيضاً (حزين ولست بخير). فريق القدم يكافح ببسالة من أجل البقاء في دوري الدرجة الثانية، وفريق السلة ما زال يراوح مكانه في دوري الدرجة الأولى بعد أن كان أحد أعمدة اللعبة. كم أتمنى أن تعود تلك الأيام الزاهية أيام المهندس مصطفى بلول، رحمه الله، والرئيس محمد بهاء نيازي، وأخبرهما أن النادي ليس كما كان. ويا حبذا لو يخرج الرئيس أو المدير التنفيذي بتصريحات شافية لتوضيح أسباب عدم قدرة فريق القدم على الصعود إلى دوري الدرجة الأولى حتى الآن! وفريق السلة غير قادر على التأهل إلى الدوري الممتاز. المدير التنفيذي يقود النادي لسنوات طوال، والوضع على ما هو عليه، ولا تلوح في الأفق أي إشارات إيجابية لصعود فريق القدم والسلة واستعادة هيبة هذا النادي المديني العريق إلى سابق عهده على أقل تقدير. إلى متى يستمر هذا الوضع القائم؟ ومتى سيتبدل الحال؟

حقيقةً، أنا في غاية الحزن، تماماً كما هي جماهير المدينة المنورة حزينة على وضع أنديتها، التي كانت تمثل ركيزة أساسية للمنتخبات الوطنية في شتى الألعاب. أسألوا إدارات أندية المدينة المنورة: لماذا آلت رياضة المنطقة إلى هذا الدرك وهذا المصير؟

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة